Enter your keyword

post

« إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه »

« إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه »

« إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه »

حديث نبوي شريف حفظته في سنوات دراستي المبكرة على يد مدرس التربية الدينية في مدرستي الأستاذ مهدي و الذي كان مدرسا موهوبا يشرح كل كلمة و كل جملة و يضرب الأمثلة و يختبرنا بالأسئلة و يشركنا في الدرس مستخدما الألغاز و الألعاب العقلية و أساليب العصف الذهني _ الذي تعلمته لاحقا بعد سنوات عديدة و دراسات متخصصة_ كان يستخدمها بعفوية و بساطة متناهية الأمر الذي ترك في نفوسنا أكبر الأثر .

و في نفس الوقت تربيت في بيتنا على كلمتين متلازمتين اعتدت سماعهما من والدي المهندس المعماري في سياق حديثه عما يخص العمل “المواصفات القياسية” ؛ الشغل ده لازم يتعدل علشان يكون مطابق للمواصفات …. المواصفات القياسية للموضوع ده كذا و كذا …. كل تفصيلة هنا لازم يتمم عليها لو مطابقة للمواصفات او لا …. و أسئلة فضولية من قبلي و مناقشات ممتعة دائما مع أبي تخص هذا المفهوم الغامض و توضح أهميته .
و الآن بعد سنوات عديدة من الدراسة و العمل و خبرات كثيرة متراكمة في مجالات عديدة لا يزال عقلي يلح علي دائما بهذين المفهومين :
المواصفات القياسية التي يتقرر على أساسها صلاحية العمل أي عمل ، و إتقان العمل كفعل تعبدي بحت يبتغى به رضا الله وحده بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى
و يستمر هذان المفهومان في السيطرة على تفكيري في كل مناحي الحياة حتى على مستوى الهوايات اللي أستمتع بها في أوقات فراغي و أعلمها لغيري من السيدات يستمتعن بها كهواية او توفير قطع خاصة لها و لبيتها أو مصدر إضافي للدخل و تحسين المعيشة لا تكتمل مهمتي بغير التأكيد على هذين المفهومين و محاولة تعميمهما الأمر الذي يثير الاستغراب كثيرا باعتبار أن إتقان العمل عبء إضافي لا مكون أساسي و أن المواصفات القياسية هي تعقيد و فذلكة يمكن تجاوزها و التساهل فيها
و الفيصل دائما هو وضع هذه الأفكار موضع الاختبار و وقتها ببساطة لا يصح إلا الصحيح و لا يصمد على مدى السنين و يتحدى العصور المختلفة سوى المتتج المتميز بإتقانه الذي ننبهر دائما بما تركه أجدادنا في المتاحف من نماذج من غابر السنين تجسد فضلا عن الجمال و رفعة الفن الراقي مفهومي الإتقان و القياسية

بقلم /  خديجة احمد سامي

No Comments

Add your review

Your email address will not be published.